لا استطيع أن أنكر أني رجل أعشق المرأة, فإني
أراها الوجه الجميل للحياة, فهي الشمس الساطعة بالنهار, والقمر المضيء بالليل,
والنسيم العليل الذي استنشقه في الصباح والمساء، المكان بدونها مظلم، والحياة من
غيرها موات، لا غنى لي عنها، فإني أشعر دائما بانجذاب نحوها، وأتمنى أن تكون معي
وملازمة لي دائما، ولو قيل لي اختار طلبا تحتاجه وسينفذ لك، لطلبت امرأة، بل كثيرا
ما أدعو الله بها: اللهم ارزقني بامرأة صالحة، فهي سكني ومودتي وراحتي وأنسي وهدوء
نفسي، أعشق صدرها، والقرب من شفتيها وخدها, والهمس في أذنها، أحب أن أسمع صوتها
الحاني، وأرى بسمتها الرقيقة وعيناها الساحرة، فكم من دقات قلبي تنبض لها عشقا،
وكم من خطرات فكري تسبح في جوها لها طلبا، وكم من طيفها يزورني ليلا. قد يظن القارئ
أن ما أقوله هذا جنون، أو وصل بي الحد إلى حالة المجون. كلالالالالا. فعشقي هذا
عشق يحكى ويقال، عن امرأة أتمناها في الحلال، صاحبة دين، مستورة الجسد والجبين،
فما أجمل من سترت بدنها عن عيون الذئاب وتخمرت وتجلببت والتزمت بدينها ولو جر في
ذيلها الكلاب، فهذه هي الدرة المصونة التي لا يراها ويعرف قيمتها ويتمتع بها إلا
صاحبها، هذه هي من أعشقها وأهواها وأتمناها، ولغيرها لا أميل ولا أحب أن أراها.
آآآآه من آآآآلام الوحدة وقسوتها عندما يحل علي
ظلام الليل ويأتيني، وفراش خاو من أنيس وحبيب أحاكيه عليه ويحاكيني، تثقـل على
نفسي القسوة وتزداد ولا أجد من أسمع منه ما يشجيني، ولا يشعر بي سوى رب العباد وهو
يعلم ما يؤرقني ويؤذيني، وهو يسمع ما أقولـه، وبدون قـــول يعلم ما نفسي تحدثني به
أو ترجـــوه، نفسي تواقة لشيء وكم تمنيته في حياتي ورجوتـه أن يأتيني، لكن
الحيــاة تعاندني بخلقهـــا وتصعب علي نوالــه وبمر الحرمان منه تسقيني، أبغي
العفة بالحلال لكن بعض العبــاد علي حرمــوه، فيا خالقي أعطني ما أتمنى ولا تحرمني
مما أرجوه، فالخير والعطاء منك وطمعي في إجابتك يزداد بها يقيني.
