أرى أني تعودت على بعدك عني، وأوشكت مشاعري أن تصاب بالجمود، لسكونها وعدم
وجود من يلاطفها ويشبعها، فكم تمنيت وجودك بجواري لتنسيني همي، وظللت أقاسي ليالي
طويلة وحدي وأنتظر منك نظرة عطف تريح قلبي... وكم اشتقت لسماع نبضات قلبك تتناغم
مع دقات قلبي... وكم احتجت للمسات يديك ليذهب بها تعبي وأحزاني... وكم تمنيت سماع همسات
صوتك في أذناي بحبك لي... وكم احتجت لبسمة من ثناياك تضيء ظلام ليلي... وكم انتظرت
أن أرتشف من شفتيك لذهاب ظمئي... وكم أحببت أن أنظر في عينيك فأنسى معاناتي... وكم
احتجت لاستنشاق نسيمك وعبيرك عند اختناقي... وكم اشتقت لحضنك الدافئ عندما أشعر
بالبرد.. إلا أنك لا تراعي ما أحتاج إليه، ولا تقدر أشواقي إليك، وما أرى منك إلا
قسوة عليَ... لماذا تقسوا على قلبي ومشاعري؟!! هل تعتقد أن ذلك يزيد في ميل قلبي
وزيادة مشاعري لك؟!!! كلا: هذه القسوة معي لا تفيدك بشيء، بل إنها تؤدي إلى قسوة
قلبي وتحجره فلا يميل لك ولا إلى غيرك، وتؤدي إلى تناثر مشاعري ورحيلها بلا عودة، فلا
فائدة لك ولا لغيرك فيها. فاجتماع القلوب وتوافق هواها ليس باليسير، فكم من أناس
أرادوا التوفيق بين قلبين ففشلوا، وكم من قلبين تآلفا بمجرد لقاء، وكم من قلوب
رفعت راية الحداد على فراق معشوقها ولم تنكسها بقية حياتها. فحسبي ربي يكفيني ما
يرضيني، فهو خالقي ورازقي وإليه أشكو ما يؤرقني ويشقيني، فبيده قلبي يقلبه كيف
يشاء ولجراحه يداويني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق