عجيبة هالدنيا، والأعجب من فيها، أناس علموا الحق، جاءهم به نبي الله
تعالى، لكنهم في كثير من الأحيان يغلبون عقولهم على شرع ربهم، فيؤدي بهم إلى تحريم
ما أحل الله وتحليل ما حرمه، فتراهم يصدون من أراد العفة، بل يتهمونه بإقدامه
عليها أنه ارتكب جناية أو خيانة، لأسباب لا تقدح في مروءته ولا في دينه ولا في
مجتمعه، أسباب يتمسكون بها ما أنزل الله بها من سلطان، قال تعالى:(ولا تقولوا لما
تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على
الله الكذب لا يفلحون) سورة النحل آية/116، وإذا امتنع ووقع في محذور، قالوا لا
بأس إنه معذور، ماذا نقول إنه له عند الله مقدور، فيا عجبي بمقدور في حرام وغير
مقدور في حلال. أليس من قدر عليه الحرام هم من قدر الحلال، بل إن الله أمر بالحلال
ولم يأمر بالحرام، قال تعالى:(قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا
تعلمون) سورة الأعراف آية/28... هذا مثال من واقعنا المؤلم، وهناك الكثير والكثير
غيره ممن يريد أعداء الدين استمراره، تشبها ببلاد الانحلال والفجور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق